2- أحداث غريبة
الذهاب إلى المنزل عادةً ما يكون قرارً صائباً في وقتٍ خاطئ , و لا يوجد
توقيت خاطئ للذهاب إلى المنزل أكثر من الساعة الثانية ظهراً . الماراسون على
كورنيش الإسكندرية ليس رياضة تمارس و لكنها طقوس معتادة عند وصول مشروع أو أوتوبيس
, و إن كنت ممن يكرهون المشاريع فلتذهب إلى خط الترام , و صدقني بأنه لو قولت لك
"فلتذهب إلى الجحيم" سيكون أفضل بكثير من ذهابك إلى الترام في ذلك
الوقت.
وصل الصديقان إلى حيهم السكني , قال (خالد) :
-
هاتجيلي المكتبة ؟
-
لا صعب عندي مشوار كدا
-
مشوار ايه ؟
-
مشوار يا عمونا ماتشغلش بالك انت بس
ألقى كل منهم التحية على الآخر مع التعهد بلقاء في وقتٍ قريب
.................................................................................................
في ليلة هذا اليوم عاد نفس الكابوس إلى (خالد) , أو انه لم يكن قد غادر
فراشه من الأساس و لكن الكابوس هذه المرة قرر أن يفصح عن ذاته بشكل أوضح , وجد
صاحبنا نفسه واقفاً بنفس الوضعية و صوت الصراخ مرتفع كما كان , فكأنه أوقف الكابوس
((pause و عاد ليكمله مرة أخرى ((resume ضوء القمر الخافت بدأ يلقي بنفسه على المكان لتظهر على إثر ذلك
حقيقة مرة و صورة مخيفة . إنه يقف الآن في مقابر ممتدة على مرمى البصر في نمط غير
منظم و ساحة فسيحة , بدأ يتجول بينها في
رعب و هو يتعذر في الأرض الغير ممهدة , لا يعرف هل هو يبحث عن الغريب الذي كان يقف
خلفه ؟ , أم أنه يحاول التعرف على مصدر الصراخ المدوي هذا , إنه صوتٌ بشع كأنها
حفلة شواء لمجموعة من البشر , و ما يعزز هذا الشعور هي رائحة الشياط تلك التي
أتعبت القفص الصدري , و بينما صاحبنا يجول بنظره حوله رأى على يمينه غرفة صغيرة
يضيئها مصباح كهربائي يخرج ضوءه من نافذتها الصغيرة كشمعة فتوقف متأملاً إياها ,
فجأة شعر بإصبع ينقر على ظهره , كان قوياً يكاد يغرس في جسده , هنا نظر خلفه..
فكيل الفزع له لكمة جعلته يشهق مرتجفاً
لقد ظهر الشخص مرة أخرى يلتف بمعطف أبيض و يمسك بسيف , كان ما يلتف به
قديماً حقاً يعود إلى العصور الوسطى , فيطفو مظهر القادة المحاربين على ذلك الرجل
صاحب الوجه المخيف , أذن طويلة , بشرة بيضاء جداً بها فتحات مدورة غائرة إلى
الداخل , العينان لونهما أحمر دامي و خاتم يتدلى من الأنف , شعره الطويل يتطاير من
الهواء المتخلل و فمه لا يستطيع إخفاء نابه البارز كسكين حاد .
-
أنذرك بأن صديقك سيقتل هنا , فقط أحتاجك لكي تنادي على
اسمي فأحضر إليك مسانداً و رفيقاً – قالها ذلك شخص و سكت هنيهة ثم قال :
اسمي (ساغوار)
اختفى الرجل لينتهي الكابوس ..
0 تعليقات