شيكسو و ديكسو - ح1

الحلقة 1:- رسالة ترحيب


مرحباً بك د/محمود ، إذا كنت تقرأ هذه الرسالة فإعلم أننا لا نعرفك بل نعرفك جيداً ، و لكن لسوء الحظ يا صديقي أنت لا تعرفنا ، هل تريد معرفة من نكون ؟ حسناً ، دعني أُناقش هذا الموضوع مع ديكسو و سأخبرك بالتفاصيل لاحقاً.




هل ما زلت تتابعنا أم تجاهلتنا ؟ ، احذر يا صديقي أن تتجاهلنا ، و اقرأ رسالتنا لك كاملة لأن العواقب ستكون مبنية على أفعالك ، و هذا ليس بتهديد ، و لكن هذا قانون من قوانين نيوتن "لكل فعل رد فعل".




دعنا نعود لتعارفنا ، لقد تناقشت بالفعل مع ديكسو كما أفعل في كل مرة أرسل فيها هذه الرسالة لأحد من أصدقائنا ، و لأنه ذو قلب طيب وافق أن أمنحك وسيلة ما للوصول إلينا لكنك ستعرفها في وقتها ، لن يكون هناك خطر عليك إذا قررت البحث عنا في "جوجل" ، سأترك لك الوقت الكافي للبحث عنا و قراءة المزيد ، و تذكر أننا أصبحنا أصدقاءك ، و أعلم جيداً أننا نكتم أسرارك ، و لا نتحدث مع أحد عنك ، فلا تتحدث عنا بل تحدث معنا ، هذه رسالتنا الأولى "رسالة الترحيب" ، انتظر الرسالة التالية في لحظة ما.




شيكسو،،




------------------------------------------------------------------




قرأ (محمود) تلك الرسالة التي كانت مريبة له بعض الشئ خصوصاً أنها كانت في وقت متأخر من الليل بعد مشاهدته لأحد أجزاء فيلم "saw" فجعلته يشعر و كأنه يعيش في أحداث الفيلم و لكن بشكل مختلف ، و لكنه لم يكترث لأمرها كثيراً و قال أنها مجرد مزحة سخيفة من صديقه (علي) الذي يدرس علوم الحاسب و معروف بأنه "هاكر".




تجاهل (محمود) الرسالة و استعد للنوم حتى يستيقظ مبكراً لحضور محاضراته بكلية الطب البشري.




و في اليوم التالي

ذهب كل منهما إلى كليته و تقابلا بعد انتهاء يومهما الدراسي في الكافيه المفضل لهما و كان برفقتهم الشقيقتان (داليا) و (دنيا) - يدرسن أيضاً بكلية الطب البشري - ، جلس الأصدقاء الأربعة يتحدثون سوياً عن آخر أخبارهم ، و في وسط الحديث تكلم (محمود) مع (علي).

محمود : و انت يبني ايه اللي انت بعتهولي امبارح ده؟ مش هتبطل حركاتك دي.

تعجب (علي) من سؤال صديقه و لم يعرف بماذا يجيب ، و اندهشت (داليا) و ثار فضولها و أرادت معرفة ما حدث فسألته.

داليا : بعتلك ايه ها ؟! بعت ايه ؟! ها ها.

محمود : معرفش يا بنتي و الله.. جاتلي رسالة كدة بيقولي أنا ديسكو و معرفش مين كدة و حوار رخيص أوي يعني و باين إنه فيك أوي.

دنيا : قديم أوي حوار الرسايل ده يا علي من أيام رسالة "عمك لقى تماثيل و محتاجين حد يصرفهم".

ضحك الثلاثة في آن واحد ، و رد (علي) متعجباً.

علي : يا عم ديسكو ايه و تماثيل ايه انتي كمان أنا مبعتش حاجة يا جدعان.

ارتفعت ضحكة (محمود) و قال : مثل بقى مثل كأنه مش انت.

علي : يبني ايه اللي يخليني أبعت رسايل يعني و الجو ده..ما انتوا عارفين أنا لما أعوز اتسلى بعمل ايه.

دنيا : عارفين طبعاً.. هاكر قد الدنيا و مبهدلنا و بتتشطر علينا إحنا بس اكمننا غلابة يعني.

علي : طب يا عم بس رسيني على حوار الرسالة ده و أنا أجيبلك اللي بعتهالك هو و أي حد انت عايزه.

محمود : يا عم خد اللاب بتاعي أهو خليه معاك لحد بالليل.. عيش عليه و اتسلى عليه براحتك و لما تعرف مين بعتها عايزك تتصل بيا كدة و تقولي يا محمود أنا جبتهولك من قفاه.

علي : يا عم أنا موافق و لو الموضوع ده مخلصش انهاردة يبقى أنا راجل كداب.




انتهت جلسة الأصدقاء ، و عزم (علي) على إنهاء هذا الأمر الليلة.




----------------------------------------------------------------




جلس (علي) على مكتبه أمام اللاب توب يبحث هنا و هناك محاولاً تتبع مسار هذه الرسالة ، و أثناء عمله على ذلك جاءته رسالة فقام بفتحها و بدأ بالقراءة.




مرحباً بك يا علي ، لا داعي لتكرار محتوى رسالتنا القديمة التي تحاول تتبع مسارها في الوقت الحالي ، دعنا نقتصر في المسافات ، يمكنك أن تعيد قراءتها مرة أخرى و تعتبر كل كلمة فيها موجهة لك ، أنت الآن أحد أصدقاءنا ؛ لأن من يظن أنه يعرف أمرنا نكتب أسمه ضمن قائمة الأصدقاء ، و لا تخف يا صديقي فلا يوجد لدينا قائمة أعداء لنضع أسمك فيها ، أما الأمر الثاني الذي نريد التحدث فيه فهو مهمة ، نعم يا صديقي كلفناك بمهمة ، و لا تقلق فإنه تكليف بسيط ، أخبر صديقك أن هذه رسالته الثانية و التي نريد أن أخبره فيها أن شيكسو غاضباً منه بشدة ، حذره يا صديقي أن شيكسو سريع الغضب و أنا لا أستطيع تهدئته ، أما أنا فلست غاضباً منه لأنه اخطأ في نطق اسمي ، لكن ذكّره أنني سأحفر اسمي في رأسه حتى لا ينساه ، أما انت يا صديقي لا داعي أن تحاول بفك شفرات رسائلنا ، انت فقط يمكنك أن تبحث عنا كما أخبرنا صديقك النمرود ، لا تحاول أن تكون مثله ، و انتظر رسالتك الثانية.




ديكسو،،




-----------------------------------------------------------------




بدأ تفكير (علي) يذهب بعيداً ، الأمر غريب بالنسبة له ، هو بالفعل تتبع هذه الرسالة و لكنه وجدها مشفرة بشفرة عجيبة ، و لا يعرف كيف تأتي الرسالة من مصدر غير معروف ، حيث أنها لم تأتي له من أي وسيلة تواصل اجتماعي بل جاءت عن طريق إشعار ظهر فجأة ، و كان من الصعب معرفة مصدره ، و عندما تعثر مجدداً قرر تنفيذ ما قرأه و قام بفتح محرك البحث "جوجل" و قام بكتابة "شيكسو و ديكسو" على هذا الترتيب مرة و عكس هذا الترتيب مرة لم يجد شيئاً ، فقام بكتابة كل اسم على حدى فلم يجد شيئاً مجدداً ، و عاد الكرّة باللغة الإنجليزية و لكن بلا جدوى ، لا توجد أي نتيجة.




أغلق (علي) اللاب توب بعد أن سئم التفكير في كيفية حدوث كل هذه الأمور للدرجة التي جعلته يعتقد أنه في حلم ، و لم يحاول بالفعل مرة أخرى أن يعرف أمر تلك الرسالة ، و استغرق وقتاً طويلاً في البحث و لكنه لم يتوصل لشئ ما ، أخرج هاتفه في صمت و ملامح باردة ، و أجرى اتصالاً مع (محمود) و قام بفتح اللاب توب مرة أخرى أثناء المكالمة ، كانت المكالمة لا تزال معلّقة ؛ لأن (محمود) كان في مكالمة أخرى.




في هذه اللحظة قرر (علي) أن يستخدم آخر محاولاته في البحث ، و قام بالدخول على الديب ويب - انترنت خفي- بطريقته الخاصة ، و قبل أن يقوم بعمل شئ جاءته مكالمة واردة من (محمود) فأجابه.

محمود : ايه يا هاكر.. جبته من قفاه و لا أنا كسبت الرهان؟

لم يرد (علي) و اتسعت عيناه عندما رأى اشعاراً جديداً أمامه فقام بفتحه.

محمود : يبني.. عملت إيه ؟ شكلك معرفتش تعمل حاجة.. قول معرفتش قول متكسفش.

علي :........




قرأ (علي) الرسالة في سره




مرحباً علي ، أحسنت صنعاً ، لقد وجدت وسيلة التواصل ، إنها فقط البداية ، نعرف أنك لم تجدنا في محركات البحث الأخرى و لكن كان هذا اختباراً لذكائك المحدود ، و لهذا نعدك أنك ستعرف ما تريده و لكن تحلى بالصبر ، لأنك ما زلت لا تعرفنا ، ولا تظن غير ذلك.




شيكسو و ديكسو،،




---------------------------------------------------------------




لم يستطع (علي) التحدث ، و بدأ يشعر بأن هناك من يراقبه و يراقب صديقه ، و ان الأمر برمته ليس بمزحة.

محمود : انت يبني.. انت نمت ولا ايه.. في ايه؟

لم يخرج من فم (علي) سوى كلمتين

علي : ديب ويب.

تكلم محمود بنبرة جادة : نعم ؟! ديب ايه ؟!

علي :...........




---------------------------------------------------------------

يتبع ،،

إرسال تعليق

0 تعليقات